لماذا السودان…لماذا البشير؟ صلاح حميدة لا يعتبر استهداف بلد عربي مثل السودان مستجداً، ولكن كان هذا البلد العربي المسلم مستهدفاً من قبل المستعمرين، منذ القدم، فقبل أن تطأ أقدام المستعمرين لأرض السودان كان قوام الجيش المصري النظامي الذي أسسه محمد علي باشا والي مصر وولده إبراهيم، أغلبهم من السودان، وخاض بهم غمار معاركه مع الوهابيين، ثم قادهم إبراهيم باشا إلى فلسطين، وقبرص وخاض بهم معارك ضارية، حتى قامت دول الاستعمار الغربي بالقضاء على التجربة التي قام بها محمد علي باشا. وقع السودان تحت الاستعمار البريطاني كما مصر، وعرف عن أهل السودان حبهم للقرآن والاسلام، وكان انتشار الاسلام بين غير المسلمين في السودان من أسرع المناطق في افريقيا، وكان يكفي غير المسلم من السودان أن يخالط أخاه المسلم السوداني ليعتنق الاسلام، مما عرف عنهم من الصدق والطيبة وحسن الرفقة، ولذلك عمد البريطانيون إلى منع المسلمين والعرب من التوجه إلى الجنوب للحد من انتشار الاسلام، ولإعطاء الفرصة لبعثات التنصير لتفعل فعلها هناك. قامت ثورات عديدة ضد المستعمرين وتحرر السودان من الاستعمار وبقيت التدخلات الخارجية، شكل جنوب السودان مشكلة مستعصية لكافة الحكومات السودانية، واستنزف مقدرات البلد في حرب أهلية متجددة، وأثيرت العديد من الحالات الانفصالية، مثل ما يتم الآن في شرق وفي غرب السودان، وتوج ذلك بقرار محكمة الجنايات الدولية القاضي باعتقال الرئيس السوداني بتهمة اقتراف جرائم حرب في غربي دولته. لن أخوض في قانونية هذا القرار، لأنه لا يوجد إلا القلة ممن اعتبروه قانونياً، ولأنني أعتبر أن هذا القرار جاء في سياق سياسي تاريخي بأبعاد متعددة، ولم يكن وليد اللحظة. * منذ بداية التسعينات والادارة الامريكية والمخططون الاستراتيجيون في الولايات المتحدة يحملون أفكارا مشوهة تجاه العالم العربي، ويريدون تطبيقها على الارض، وهي( تجزيء المجزأ وتقسيم المقسم) كما قال أحدهم، فهم يعتبرون أن هناك دولا عربية كبيرة أكثر مما ينبغي؟ وما يجري الآن في العراق من محاولة لتجذير انقسام الأكراد في الشمال، ومحاولات مستميتة من أطراف في جنوبه للقيام بأمر مماثل يعتبر دليلاً على ذلك، ويعتبر نائب الرئيس الأمريكي الحالي عراباً لتلك الأفكار التفتيتية، ولذلك يعتبر تفتيت السودان أولوية قابلة للتطبيق مع استلام الادارة الأمريكية الجديدة مسؤولياتها. يعتبر السودان مثل العراق دولة تحتوي موارد طبيعية هائلة، من مياه متدفقة وأرض زراعية خصبة ونفط بكميات تجارية، ويقال أن هناك موارد طبيعية كثيرة لا زالت مدفونة تحت الأرض، وكل هذه الموارد محل طمع الشركات الأمريكية والأوروبية التي تطمح لسرقتها كما مكن لها سرقة نفط العراق. * في السودان حكومة قابلت الحصار المفروض عليها بخطة تنموية شاملة، يحرمون من القمح والطعام، زرعوا القمح وصدروه، أكلوا مما زرعوا، وبنوا وطوروا قبل أيام أكبر وأهم سد مائي في أفريقيا(سد مروي)، وهم بصدد مشاريع زراعية ضخمة، في مجال الصناعة، تشهد هذه أيضاً تقدماً في عدة مجالات، وقام البلد باستثمارت مهمة في صناعات السيارات وغيرها، في المجالات العسكرية، يقوم السودان بتصنيع احتياجاته العسكرية من طلقة ومسدس وصاروخ ومدرعات وقذائف وحتى الدبابات والمدرعات، ودخل ميدان الصناعات الثقيلة باقتدار، ولذلك لم يعد يضيره الحصار على استيراد السلاح. * يعتبر السودان أحد المصدرين الأساسيين للدعاة للاسلام في أفريقيا، أي أنه أحد أهم مراكز الدعوة الاسلامية، ويعتبر من أنشطها، وللدعاة السودانيين أياد بيضاء في هذا المجال. * مواقف الحكومة السودانية المشرفة من القضايا المحورية للأمة، ورفضها الخضوع للشروط الغربية والأمريكية، ويعتبر السودان داعماً رئيساً للدول العربية المستهدفة من الأمريكان والاسرائيليين والاستعمار الغربي، وتعتبر مواقفه السياسية والميدانية من القضية الفلسطينية درة تاج هذه المواقف، فقد قام السودان باستضافة الآلاف من الفلسطينيين الذي تم تهجيرهم من العراق، فيما رفض ذلك كل الدول العربية، وتم تهجير الكثيرين إلى أقاصي الأرض حتى ينسوا حق العودة إلى وطنهم فلسطين. يتبع | |||
عدل سابقا من قبل حفيدة القسام في الأحد مارس 15, 2009 12:08 am عدل 1 مرات